فصل: إعراب الآيات (1- 5):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.سورة الانشراح:

آياتها 8 آيات.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرحيم.

.إعراب الآيات (1- 4):

{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (4)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التقريريّ (لك) متعلّق ب (نشرح)، (عنك) متعلّق ب (وضعنا)، (الذي) موصول في محلّ نصب نعت لوزرك (لك) متعلّق ب (رفعنا).
جملة: (ألم نشرح) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (وضعنا) لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
وجملة: (أنقض) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: (رفعنا) لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
البلاغة:
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى: (وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ).
حيث شبه حاله صلى اللّه عليه وسلم وهو ينوء تحت ما يتخيله وزرا- وليس بوزر- بحال من أتعبه الحمل الثقيل، وبرح به الجهد والحر اللافح، فهو يمشي مجهودا مكدورا، يكاد يسقط من ثقل ما ينوء بحمله. ووضع الوزر كناية عن عصمته صلى اللّه عليه وسلم عن الذنوب وتطهيره من الأدناس. عبّر عن ذلك بالوضع على سبيل المبالغة في انتفاء ذلك، كما يقول القائل: رفعت عنك مشقة الزيارة، لمن لم يصدر منه زيارة، على طريق المبالغة في انتفاء الزيارة منه.

.إعراب الآيات (5- 6):

{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (مع) ظرف منصوب متعلّق بخبر إنّ في الموضعين..
جملة: (إنّ مع العسر يسرا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّ مع العسر يسرا) الثانية لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد:
- لن يغلب عسر يسرين:
تكرر اليسر لتأكيد الوعد وتعظيم الرجاء.
قال الحسن: لما نزلت هذه الآية قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أبشروا فقد جاءكم اليسر، لن يغلب عسر يسرين وقال ابن مسعود: لو كان العسر في جحر لطلبه اليسر، حتى يدخل عليه ويخرجه. إنه لن يغلب عسر يسرين.
قال المفسرون، في معنى قوله: «لن يغلب عسر يسرين»: إن اللّه تعالى كرر لفظ العسر، وذكره بلفظ المعرفة، وكرر اليسر بلفظ النكرة. ومن عادة العرب، إذا ذكرت اسما معرفا، ثم أعادته، كان الثاني هو الأول وإذا ذكرت اسما نكرة، ثم أعادته، كان الثاني غير الأول. وقال بعضهم، إن مع العسر الذي في الدنيا للمؤمن يسرا في الآخرة. وربما اجتمع اليسران: يسر الدنيا وهو ما ذكره في الآية الأولى، ويسر الآخرة وهو ما ذكره في الآية الثانية. فقوله: «لن يغلب عسر يسرين»، أي إن عسر الدنيا لن يغلب اليسر الذي وعده اللّه المؤمنين في الدنيا واليسر الذي وعدهم في الآخرة، وإنما يغلب أحدهما، وهو يسر الدنيا. فأما يسر الآخرة، فدائم أبدا غير زائل. قال القشيري كنت يوما في البادية، بحالة من الغم، فألقي في روعي بيت شعر فقلت:
أرى الموت لمن أصب ** ح مغموما له أروح

فلما جنّ الليل سمعت هاتفا يهتف في الهواء:
ألا يا أيها المرء ** الذي الهمّ به برّح

وقد أنشد بيتا لم يزل في فكره يسنح:
إذا اشتد بك العسر ** ففكر في ألم نشرح

فعسر بين يسرين ** إذا أبصرته فافرح

قال: فحفظت الأبيات ففرج اللّه عني.

.إعراب الآيات (7- 8):

{فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة الفاء الثانية رابطة لجواب الشرط الواو عاطفة (إلى ربّك) متعلّق ب (ارغب)، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر.
جملة: (فرغت) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (انصب) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (ارغب) جواب شرط مقدّر أي: إن دعتك الحاجة إلى مسألة فارغب إلى ربّك فيها.
انتهت سورة (الضحى) ويليها سورة (التين).

.سورة التّين:

آياتها 8 آيات.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرحيم.

.إعراب الآيات (1- 5):

{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (5)}.
الإعراب:
(والتين) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (هذا) اسم إشارة في محلّ جرّ معطوف على التين، (البلد) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان عليه- مجرور اللام لام القسم (قد) حرف تحقيق (في أحسن) متعلّق بحال من الإنسان (ثم) للعطف (أسفل) حال منصوبة من ضمير الغائب (في رددناه)..
جملة: أقسم (بالتين) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (خلقنا) لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: (رددناه) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
الصرف:
(1) التين: اسم علم لجبل بعينه في الشام، أو اسم الفاكهة المعروفة اسم جنس، وزنه فعل بكسر فسكون.
(الزيتون)، اسم علم لجبل بعينه في الشام، أو اسم الفاكهة المعروفة اسم جنس، وزنه فعلون بفتح فسكون.
(2) سينين: اسم علم لجبل بعينه في مصر، قيل معناه المبارك، وزنه فعليل بكسر الفاء وسكون العين.
(4) تقويم: مصدر قياسيّ للرباعيّ قوّم، وزنه تفعيل، معناه التعديل والاستقامة.

.إعراب الآية رقم (6):

{إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6)}.
الإعراب:
(إلّا) للاستثناء، (الذين) موصول في محلّ نصب مستثنى، الفاء زائدة (لهم) متعلّق بخبر مقدم للمبتدأ (أجر)، (غير) نعت لأجر مرفوع.
جملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (عملوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (لهم أجر) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

.إعراب الآية رقم (7):

{فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (ما) اسم استفهام للإنكار في محلّ رفع مبتدأ (بعد) ظرف مبني على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (يكذّبك)، (بالدين) متعلّق ب (يكذّبك).
جملة: (ما يكذّبك) لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة:
الالتفات: في قوله تعالى: (فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ).
خطاب للإنسان على طريقة الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، لتشديد التوبيخ والتبكيت، أي فما يجعلك كاذبا بسبب الجزاء وإنكاره بعد هذا الدليل.

.إعراب الآية رقم (8):

{أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ (8)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التقريريّ (أحكم) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس.
جملة: (أليس اللّه بأحكم) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(أحكم)، اسم التفضيل من الثلاثيّ حكم بمعنى قضى، وزنه أفعل.
الفوائد:
- ذكر ما لا يتعلق من حروف الجر:
يستثني من قولنا: (لا بد لحرف الجر من متعلق) الحرف الزائد كالباء ومن في قوله تعالى: (وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً) (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ)، وذلك لأن معنى التعلق الارتباط المعنوي، والأصل أن أفعالا قصرت عن الوصول إلى الأسماء فأعينت على ذلك بحروف الجر. والزائد إنما دخل في الكلام تقوية له وتوكيدا، ولم يدخل للربط. وقول الحوفي إن الباء في قوله تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) متعلقة وهم، نعم يصح في اللام المقوية أن يقال إنها متعلقة بالعامل المقوّي، كقوله تعالى: (مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ) و(فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) و(إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) لأن التحقيق أنها ليست زائدة محضة، لما تخيل في العامل من الضعف الذي نزله منزلة القاصر، ولا معدية محضة لاطراد صحة إسقاطها، فلها منزلة بين المنزلتين.
انتهت سورة (التين) ويليها سورة (العلق).

.سورة العلق:

آياتها 19 آية.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرحيم.

.إعراب الآيات (1- 2):

{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (2)}.
الإعراب:
(باسم) متعلّق بحال من فاعل اقرأ أي متلبسا باسم، أو مبتدئا باسم.. (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت لربّك (من علق) متعلّق ب (خلق) الثاني.
جملة: (اقرأ) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (خلق) الأولى لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (خلق) الثانية لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الفوائد:
- بداية الوحي:
قال أكثر المفسرين: هذه السورة أول سورة نزلت من القرآن الكريم، وأول ما نزل خمس آيات من أولها، إلى قوله: (ما لَمْ يَعْلَمْ). عن عائشة أم المؤمنين، رضي اللّه عنها أنها قالت: أول ما بدئ به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة: (وفي مسلم) الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء، يتحنث فيه (وهو التعبد الليالي ذوات العدد) قبل أن يرجع إلى أهله، ويتزوّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها، حتى جاءه الوحي.
وفي رواية: فجأه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ. قال: ما أنا بقارئ. قال: فأخذني فغطني، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ). فرجع بها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة، فقال: زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، ثم قال لخديجة: أي خديجة مالي؟ وأخبرها الخبر، قال: خشيت على نفسي.
قالت له خديجة: كلا، أبشر، فو اللّه لا يخزيك اللّه أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة، حتى أتت به ورقة بن نوفل، وهو ابن عم خديجة، وكان امرأ تنصّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء اللّه أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: أي ابن عم، اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خبره، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزّل اللّه على موسى، يا ليتني فيها جذعا إذ يخرجك قومك. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أو مخرجيّ هم؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بما جئت به إلّا عودي، وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا. ثم لم يلبث ورقة أن توفي، وفتر الوحي. زاد البخاري، قال: وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى اللّه عليه وسلم- فيما بلغنا- حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق، فكلما أوفى بذروة جبل تبدي له جبريل فقال: يا محمد، إنك رسول اللّه، فيسكن لذلك جأشه، وتقر عينه فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فقال له جبريل مثل ذلك.